اِتذَكَّرُ:
حينمَا كَانَتْ سَجَائِرُكِ
تَتَسَابَقُ عَلَى تَلَامُسِ أَصَابِعِكِ،
طَمَعًا فِي تَذَوُّقِ أَحْمَرِ الشِّفَاهِ،
وَقَدِ انْتَزَعَتْ أَلَمَ الاشْتِعَالِ
مِنْ ذَاكِرَتِهَا.
أَنَا مَنْ كُنْتُ أَقْبَعُ فِي رُكْنٍ
مِنَ البَارِ المُفَضَّلِ لَدَيَّ،
أَسْتَمْتِعُ لِلَوْنِ الشَّامْبَانْ
وَهُوَ يَتَدَلَّلُ فِي كُؤُوسٍ تُهَدْهِدُهُ،
لَذَّةً لِلشَّارِبِينَ.
كَانَ الضَّوْءُ يَكَادُ يُدَاعِبُ أَجْفَانَنَا،
عِنْدَمَا ظَهَرَ عَازِفُ السَّاكْسِ
فِي أَفْرِيقِيَّةِ بَشَرَتِهِ يَتَهَادَى،
وَهُوَ يُدَاعِبُ خَصْرَ أُنْثَاهُ،
مُنْتَشِيًا بـِ..
(تَخُونُوهُ وَعُمْرُهْ مَا خَانْكُمُ،
وَلَا اشْتَكَى مِنْكُمْ).
تَمَنَّيْتُ لَوْ تَرَاقَصْنَا دُخَانًا
مُتَصَاعِدًا نَحْوَ أَطْفَالِ الْمَلَائِكَةِ
الْمَرْسُومِينَ فِي السَّقْفِ،
وَتَمَنَّيْتُ لَوْ أَنَّ قَدَّاحَتَكِ
تُصْدِرُ صَوْتَهَا ثَانِيَةً،
وَتَمَنَّيْتُ أَنْ يَرْنُوَ إِلَيَّ
وَقْعُ أَقْدَامِكِ الْعَارِيَةِ عَلَى خَشَبِ
الْأَرْضِيَّةِ فِي أَنْدَلُسِيَّةٍ مِنْ أَمْرِكِ،
فَأَنَا مُعْتَادُ الِانْتِشَاءِ،
وَكُلُّنَا بَقَايَا كَانَتْ بِدَاخِلِ صُنْدُوقِ
الْمُوسِيقَى نَلْهُو، عِنْدَمَا يَتَحَرَّكُ
الذِّرَاعُ لِيَنْتَشِيَ مَنْ بِالْخَارِجِ،
وَنَنْتَهِي فِي قُبَّعَةِ مَنْ يُحَرِّكُنَا نُقُودًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق